الأربعاء، 25 فبراير 2009


جميلةٌ أنتِ،،،

أخذت تتأمل نفسها في المرآه ...
ارتفع حاجباها في زهو وهي ترى انعكاس صورتها في المرآة
حركت رأسها يُمنة ويُسرة فتهدل شعرها الحريري كشلال على ظهرها .. أزاحت بيديها إحدى الخصلات التي سقطت على جبينها الغض .
أخذت تُحَدِّثُ نفسها ...
حتماً سأكون أجمل من في الحفل ..
دارت حول نفسها كما تفعل راقصات البالية ... شعرتْ بأنها سندريلا تنتظرُ أميرها ..
نعم .. ماهي إلا بضع سنوات قليلة وأغدو عروساً جميلة ً...
لا ..لا.. بل أميرة جميلة ..
أزاحت شعرها ورفعته للأعلى بشريطٍ أبيض ٍ و ثبتته من الجانبين بدبوس كان هديةً من عمتها في عيد ميلادها الخامس!!
ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها ... فهي تذكر جيدا حينما تعلقت برقبة عمتها و ...
بدأت في وضع المساحيق على وجهها ...
ارتدت جوربها وانتعلت حذائها العالي ... ثم ...
نظرة أخرى إلى المرآة ..

جميلةٌ أنت ياسلمى بعينيك العسليتين الصافيتين ...

ــ سلمــــــــــــى ... هيا بنا لقد تأخرنـ.....
انتفضت سلمى من أمام المرآه وهي ترى والدتها أمامها
بترت الأم حديثها وهي تحدق في ابنتها بذهول .... فقد امتلأ وجهها بالمساحيق مختلفة الألوان
أما سلمى فكادت تقع ...
كانت المساحيق متناثرة هنا وهناك على المنضدة و على الأرض ، استجمعت سلمى شجاعتها وبلهجة ملآى بالبكاء
ــ آسفة أمي .. أنـ .. ولم تتمالك نفسها فاجهشت بالبكاء
نظرت الأم لابنتها الصغيرة ــ التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها ــ
ذاب غضبها في ثواني حينما ارتمت سلمى بين ذراعيها
ـــ لن أغضبك أمي
ابتسمت الأم ومسحت على شعرها في حنان وأبعدتها برفق ثم نظرت في عينيها مباشرة
ـــ حبيبتي الغالية مازلتِ صغيرة وغداً ستكبرين وتصبحين من أجمل الفتيات
اتسعت عينا سلمى في سعادة رغم الدموع التي تملأها ، إلا أن والدتها أكملت
ـــ و جمال الفتاة ليس بشكلها فقط .. ثم سكتت الأم بذكاء
سلمى في فضول
ـــ كيف ؟؟
ـــ الجمال الداخلي يا سلمى ..الروح الطيبة والكلمة اللينة وحب الخير أهم بكثير من الشكل
تخضب وجهها بحمرة الخجل
امسكتها والدتها وأدارتها إلى المرآة لتريها وجهها وقد توردت وجنتاها
ـــ وأهم من هذا كله .. حياؤك يا ابنتي

جميلةٌ انت ياسلمى بعينيك العسليتين الصافيتين ...

تمت

فوق سطوح منزلنا ،،،









فوق سطوح منزلنا .. (لمحة من يومي)


وقفتُ على سَطْحِ منزلنا أحملُ دلواً به ماء..أَجّلْتُ بصري فيما حولي ، رأيتُ الِمأذَنَةَ وقد تعالت شامخةً فوق البيوت وضوئها يتلألأ معلناً دخول وقت المغرب..
أبْصَرّتُ وأنا أقفُ على السور .. الأطفال يجرون ويمرحون في حَارتِنَا
فهذه جَارَتُنَا أم محمود جالسة على عتبةِ دارها .. قد احتضنت وليدها وضمته إلى صدرها وهي تُتَابِعُ بِبَصَرِهَا الآتي والغادي . ثم تعالى صوت الأطفال وكأنه نشيد مدرسة أو كورال جماعي
( كُنّا بِنعْمِّل كَحْك العيد ..
نَطّ علينا تلات عفاريت ..
أولهم لابس زَعْبُوط ...
والتاني لسه زِغَنْطُوط ...... )
ارتسمت الابتسامة على شفتيّ وأنا أنظر إليهم وهم يُصفقون بأيديهم في تتابع منتظم ثم تساءلت " يا تُرى ما اسم هذه اللُعبة " ، تَرَكْتُ الشرفةَ
ـ( المَنْشّرْ )ـ التي تُطِلُ على دَار أم محمود وسِرْتُ بِبُطء إلى زَرْعِي ــ كما تُسَمْيهِ أُمِي ــ صَبَبْتُ قليلاً من الماء لأروي نبات الملوخية فقد كاد أن يذبل ثم قَطَفْتُ حِزْمَةً من أعوادِالبقدونس والشّبَت و شَمَمتُ رائِحَتَها الطازجة و قُلْتُ في نفسي .. يا الله كَمْ أُحِبُ الزرع .. كَمْ أُحِبُ الـخُضْرة ..
لَمستُ بحنان عود الريحان الذي أثمر وتدلت بذوره السوداء في يدي ... كم هي جميلة رائحة الريحان .. ثم حانت مني التفاتة إلى السماء فوجدتني أقول :- ما أبدع خلق الله واستندتُ إلى السور لأرى السماء بلونها الصافي وقد اخترقها شهاب أبيض فانشطرت إلى نصفين ..
فجأة تعالى صوت الأولاد.. هييه .. هييييييييه جووووووون
ابتسمت و نظرت إلى الأسفل حيث الأطفال وقد تلوثت ملابسهم بالتراب والرمل فتارةً يلعبون بالرمل وتارةً يلعبون بالكرة
فهذه فاطمة تملأُ دلوها بالرمل ... وهذا محمد قد صوب كرته ليسددها ..و ...
فووووووووووو ...
انتشر الضحك بين الأطفال فمع قَذْفِهِ للكره انْخَلَعَتْ فردة حذاءِه فطارت لتسابقَ الكره الى الهدف ، وقف محمد وقد احمر وجهه خجلاً .. لم أتمالك نفسي من الضحك ... فاستندتُ إلى
السور وأنا أضحك ثم أخذتُ الدلو الفارغ
وتأهبتُ للنزول ثم سمعتُ صوتاً
يقول :- اربطها جامد يا وليد ... لاء كده ...
نظرتُ إلي سطح المنزل المجاور فأبصرتُ طائرةً ورقيةً يحاول أحد الأطفال أن يجعلها تطير فترتفع مرة وتسقط مرات .. راقبتُ جُهْدَهُ الحثيث وما هي إلا دقائق حتى شَقّتْ طريقها عالياً في السماء..
نظرتُ إلى الطائرةِ بشرودٍ وقلتُ في نفسي تلك هي أحلامُنا وآمالُنا نرجو الله و نحاول و نجاهد حتى نحققها ولا نفقد الأمل أبداً... حينها نادتني أُمي من أسفل ... يلا يا نوجا مش هنصلي
أفقتُ من شرودي فقد أَذّنَ المَغْرِب ولم انتبه ... ثم هرولتُ مسرعةً أقفز الدرجات نزولاً حتى ألحق بالجماعة ...
تمت

السبت، 17 مايو 2008

مجرد عقد قران ... أنت طالق !!؟؟ (( خاطرة ))

لا أعرف ماذا اكتب الآن .. أأكتب نهاية قصة حب جميلة ؟؟؟ أم نهاية بداية حياة سعيدة ؟؟ أم ماذا ؟؟؟
ماذا أكتب ؟؟؟
لقد عجز اللسان عن الوصف ... ومُحِيَت الكلمات من العقل .. وسُحِقَت المشاعر وتفتت إلى قطع صغيرة..
فماهي الحكاية ؟؟
الحكاية تتلخص في كلمتين واهيتين ... الظروف وهي كلمة تحمل في طياتها الكثير...
تحمل في طياتها أكبر قدر من الخداع
أكذب على نفسي وأقول الظروف ... فما أقسى الغدر
ما أقسى أن تأتيك الطعنة من أحب الناس إليك ..
ويقوول ..ظروفي !!!
ما أقسى هذا القلب ..
ما أقسى هذا الزمن ..
لقد دمر قلب واحد ... لا لم يدمر قلب واحد إنمادمر كيان كامل ...
حياة بأسرها
وهنا يبرز السؤال الهام ..!!
أكان الحب ضعيفاً لهذه الدرجة ؟؟؟
أكان من السهل البيع بهذه الطريقة ؟؟
أكان سهلاً ان تُقْذَف الكلمات بتلك البساطة ؟؟

آآآه
أيّ ألم هذا الذي أشعر به ..؟؟
إنه ألم لا يتوقف للحظة .. لا يصمت ولو لدقيقة واحدة ..
فقلبي يصرخ من الالم ...
يصرخ .. ويصرخ .. ويصرخ ..
لكن أهناك من يسمع هذا الصراخ ؟؟
ألا يهز هذا الصراخ المشاعر؟؟
ألا تدمع من أجله العيون ؟؟
لقد تحولت الوردة اليافعة المتفتحة إلى زهرة ذابلة ..
لقد ماتت وبأبشع وسيلة .. لقد سحقتها قدم من تهوى وبلا رحمة !!
أما لهذا الحزن من نهاية ؟؟
دائماً ما ألجأُ إليك ربي في أوقات الكرب والفرح ..
دائماً أجدك بجانبي يالله ..
فيارب يا من تسمع الدعاء بدون صوت ..يا من تعلم ما بالقلوب دون أن نتكلم ..
يا من هو بالأعلى ولا يُعلى عليه ..
يا من تقف بجانبي في أحلك الأوقات ..
ارشدني إلى السبيل ..
وَضِّح لي الرؤية..
خُذ بيدي لبر الأمان ..
فأنا يا الله تائهة لا أجد الطريق ..
فقد استيقظت على حقيقة مرة ..
لقد مات اغلى إحساس ..
لقد ذبل أجمل ربيع ..
فيااارب أغدق عليّ من رحمتك وصبرك ..
يارب قويني .. أعطني القدرة على الغُفْران .. ألهمني الصواب ..
لقد تملكني الشعور باليأس ..
لم يعد هناك بارقة أمل ..
لم يعد هناك من يستحق أن تسقط دموعي من أجله سواك يا رب .
ارحمني يا الله ولو بالموت ..
علني أجد فيه الراحة وحتما سأجد فيه الراحة وكيف لا أجدها وقد أصبحتُ بين يديك ..
أغدق علي من صبرك يارب
خذ بيدي فليس لي سواك ..
امحُ من قلبي ما حل به .. علني ارجع كما كنت ..
لكن هل يعقل ؟؟
بعد كل ما حدث ان تعود الوردة الذابلة إلى الحياة ؟؟
ليس من أحد يحتمل هذا العذاب .
لقد فاضت دموعي في كل مكان..
لقد فقدتُ احساسي بهذا الزمان..
فقلبي لم يعد كما كان ..
وحزني تفجّر كالبركان ..
و لم و لن يوقفه إي انسان ..
فالحب لم يعد له مكان ..
وقلبي تمزق وأصبح مجرد أشلاء حتى و إن جُمّعِتْ فلن تكن إلا قلب لم يعد به حياة
قلب انسان تحطم في زمن لم يعد للحب به أي مكان ..
الحب .. الحب ..
تلك الكلمة التي لو أعلم كيف أُمحيها من عقلي وقلبي لفعلت ..
إنها إن كانت فقد كانت في أبشع صورة..

وإن زالت فقد زالت في وقت كان من الممكن أن تزول فيه قدما الانسان ولا تزول تلك الكلمة ..
لكن ..
دائما ما أصطدم بكلمة لكن ..
كم تمنيتُ أن أرجع بالزمان إلى الوراء..
لأمحو كل ما كان مني ومن غيري .. لأمحو أيام لن تُفَارِقُني مدى حياتي ..
فقد كانت هي حياتي ..


كتب في لحظة وداع ..
لقلب تمزق من الأوجاع ..
14/4/2002 م

أبكي و أضحك والحالات واحدة
أطوي عليها فؤادا شفه الألم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة
فالدمع من زحمة الآلام يبتسم
وفي الجوانح خفاق متى عصفت
به الشجون تلوى وهو مضطرم
فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة
إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم

لكم مني كل الحب نوجا